الكاتبة : آية عادل

  كشفت دراسة بريطانية حديثة عن خطر صحي عالمي جديد يلوح في الأفق، إذ رجّحت أن الفطريات القاتلة التي تفتك بملايين الأشخاص سنوياً قد تنتشر إلى مناطق جديدة حول العالم نتيجة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة.

 التهديد الخفي: الفطريات تتقدم بصمت

  وفقاً لنتائج الدراسة التي نشرتها جامعة مانشستر البريطانية، ونقلتها وكالة "سبوتنيك"، فإن بعض أنواع الفطريات، وعلى رأسها "أسبرغيلوس" (Aspergillus)، قد تجد في تغير المناخ فرصة ذهبية للتوسع الجغرافي، مهددةً أرواح ملايين البشر في أوروبا وأمريكا الشمالية والصين وروسيا، وهي مناطق لم تكن سابقًا ضمن نطاق الخطر.

 2.5 مليون وفاة سنوياً... والعدد مرشح للارتفاع

الفطريات، التي لطالما كانت جزءاً من البيئة الطبيعية في التربة والماء وحتى السماد العضوي، أصبحت اليوم تهديداً قاتلاً للصحة العامة، حيث تشير التقديرات إلى أنها تتسبب في وفاة 2.5 مليون شخص سنوياً، في ظل تجاهل عالمي واضح لهذا الخطر المتصاعد مقارنة بالاهتمام بالفيروسات والبكتيريا.

 كيف تهاجم الفطريات الإنسان؟

  تُطلق فطريات "أسبرغيلوس" أبواغاً دقيقة تنتشر في الهواء ويستنشقها البشر يومياً. ورغم أن معظم الناس يتمكنون من التخلص منها عبر الجهاز المناعي، إلا أن أصحاب المناعة الضعيفة – كمرضى السرطان وزراعة الأعضاء ومرضى كوفيد-19 – قد لا يتمكنون من مقاومتها، مما يؤدي إلى إصابتهم بما يُعرف بـداء الرشاشيات، وهو مرض خطير يؤثر على الرئتين، وقد يؤدي إلى الموت البطيء إذا لم يُكتشف مبكراً.

 العلماء يدقّون ناقوس الخطر

يقول الدكتور نورمان فان راين، أحد مؤلفي الدراسة: "إذا فشل جهاز المناعة في التخلص من الأبواغ، فإن الفطر، بصراحة تامة، يبدأ في النمو ويأكل الجسم من الداخل."

ويضيف: "الفطريات لا تزال أقل بحثًا من الفيروسات والطفيليات، لكن دراستنا تُظهر بوضوح أنها ستؤثر على معظم مناطق العالم في المستقبل القريب."

 هل نحن مستعدون؟

  في ظل تغيرات مناخية غير مسبوقة، وفي وقت تعاني فيه المنظومات الصحية من ضغوط هائلة، تُطرح أسئلة جدية تتعلق ب:

     هل لدى الحكومات خطط طوارئ لمواجهة هذا الخطر البيئي الصحي؟ وهل يتم تطوير أدوات التشخيص والعلاج لمكافحة الفطريات بنفس الجدية التي نواجه بها الفيروسات؟