في تصريح يوم الثلاثاء، أفادت وكالة عسكرية إسرائيلية تُعنى بتنسيق المساعدات بأن إسرائيل ستبدأ في السماح بدخول البضائع إلى غزة بشكل تدريجي ومنظم عبر التجار المحليين. يأتي ذلك في وقت يشير فيه المراقبون العالميون إلى تفشي المجاعة في القطاع، مما يؤثر بشكل خاص على الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس. وقد أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن مجلس الوزراء قد وافق على آلية تهدف إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، تتيح دخول الإمدادات إلى غزة عبر القطاع الخاص.

وأضافت الوكالة أن السلع المسموح بها تشمل المواد الغذائية الأساسية، غذاء الأطفال، الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى لوازم النظافة. وأكدت أن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة كمية المساعدات المتجهة إلى غزة وتقليل الاعتماد على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في هذا المجال. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستُنفذ هذه العملية في ظل الدمار الواسع النطاق الذي يعاني منه القطاع. كما أشار المسؤولون الفلسطينيون والأمميون إلى أن غزة تحتاج إلى نحو 600 شاحنة من المساعدات يوميًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وذلك هو العدد الذي كانت إسرائيل تسمح به قبل نشوب الحرب.

لقد أثارت صور الفلسطينيين الجائعين، ولا سيما الأطفال، قلقًا دوليًا متزايدًا في الأسابيع الأخيرة، بينما أثار مقطع فيديو نشرته حماس يوم الأحد يظهر أسيرًا هزيلًا انتقادات حادة من قبل القوى الغربية. واستجابة لهذه الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عن خطوات تهدف إلى السماح بتدفق مزيد من المساعدات إلى غزة، متضمنةً وقف القتال لفترات محددة في بعض المناطق، والموافقة على عمليات الإنزال الجوي، وتحديد مسارات آمنة لقوافل المساعدات.

في سياق منفصل، أعلنت حماس استعدادها للتعاون مع الصليب الأحمر لتسليم المساعدات للرهائن المحتجزين، شرط فتح إسرائيل لممرات إنسانية بشكل دائم وإيقاف الغارات الجوية أثناء توزيع المساعدات.

كما حثت إسرائيل والولايات المتحدة الأمم المتحدة في مايو/أيار على العمل من خلال منظمة تدعمانها، وهي "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تعاقدت مع شركة لوجستية أمريكية يقودها ضباط سابقون في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومقاتلون قدامى.

ورفضت الأمم المتحدة هذا الاقتراح، مشككة في حيادية مؤسسة غزة الإنسانية، متهمة إياها بعسكرة المساعدات وإجبار النازحين. وقد قُتل فلسطينيون بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية حيث تم توزيع مساعدات محدودة، وقدرت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 1000 شخص معظمهم كانوا يبحثون عن الطعام منذ مايو/أيار، وذلك بالقرب من مواقع توزيع المنظمة.