الكاتبة : آية عادل

كشفت وسائل إعلام عبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعددًا من كبار وزرائه قد انتقلوا إلى مقر محصن تحت الأرض يُعرف بـ"مركز إدارة الحرب"، على خلفية التصعيد المتسارع مع إيران وتزايد التهديدات الصاروخية والطائرات المسيّرة.

القيادة في الظل

وبحسب ما أوردته كل من قناة كان الرسمية وصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو و"الكابينت الأمني المصغر" توجهوا إلى منشأة تحت الأرض تقع في نطاق وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وتُعرف باسم "مخبأ الكرياه"، وهي منشأة صُمّمت لإدارة الدولة في حالات الطوارئ والأزمات الكبرى، وتتمتع بتحصينات تكنولوجية وأمنية بالغة.

ووصفت مصادر داخل المؤسسة العسكرية هذه الخطوة بأنها "إجراء غير مسبوق منذ سنوات"، مؤكدين أن التخوفات الأمنية في هذه المرحلة تتجاوز المعتاد، وتشير إلى احتمالات مواجهة عسكرية مفتوحة مع طهران.

إيران تهدد.. وإسرائيل تتأهب

تأتي هذه التحركات عقب تهديدات مباشرة من القيادة الإيرانية بالرد القاسي على العملية الإسرائيلية الأخيرة المعروفة باسم "الأسد الصاعد"، والتي استهدفت مواقع استراتيجية داخل إيران. وأعلنت طهران أنها سترد باستهداف مراكز عسكرية ونووية إسرائيلية، مما أثار حالة من القلق الشديد داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أعلنت القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي عن رفع حالة التأهب القصوى في كافة أذرعها، خاصة منظومات الدفاع الجوي وقيادة الجبهة الداخلية، تحسبًا لهجمات وشيكة.

غياب مثير للجدل

رغم التحركات على المستوى الأمني، فإن نتنياهو لم يخرج بأي بيان رسمي يؤكد أو ينفي تواجده في المقر المحصن، وهو ما أثار انتقادات حادة من قبل خصومه السياسيين، حيث وصفوا اختباؤه بـ"رسالة ضعف" أمام محور المقاومة، بينما دافع عنه أنصاره باعتبارها خطوة احترازية عقلانية لضمان إدارة الأزمة دون انقطاع.

المنطقة على حافة الانفجار

في ظل استمرار الضربات المتبادلة والتصريحات التصعيدية، تبدو المنطقة أمام منعطف خطير، إذ قد تتحول الأزمة إلى حرب إقليمية شاملة إذا استمرت العمليات العسكرية بالوتيرة نفسها. ويشير مراقبون إلى أن انتقال مركز صنع القرار الإسرائيلي إلى منشآت تحت الأرض، هو مؤشر على جدية التهديدات التي تواجهها الدولة العبرية في الوقت الراهن.