الكاتبة : آية عادل
لقي أكثر من 200 شخص مصرعهم، يوم الخميس، إثر تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية "إير إنديا"، بعد دقائق فقط من إقلاعها من مطار مدينة أحمد آباد غربي الهند، متجهة إلى العاصمة البريطانية لندن. واصطدمت الطائرة بمنطقة سكنية، ما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة على الأرض، لتُسجل بذلك واحدة من أسوأ كوارث الطيران عالميًا خلال السنوات العشر الماضية.
وقال قائد شرطة المدينة، جي. إس. مالك، في تصريحات لـ"رويترز"، إن السلطات انتشلت حتى الآن 204 جثث من موقع الحادث، مؤكدًا عدم ورود أي تقارير مؤكدة عن وجود ناجين. وأشار إلى أن الضحايا شملوا ركاب الطائرة وأشخاصًا كانوا في المباني التي سقطت عليها الطائرة.
سقوط مفاجئ في منطقة سكنية
تحطمت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، في سكن طلاب كلية الطب بمدينة أحمد آباد، واصطدمت بمبنى قاعة الطعام خلال وقت الغداء. وأفادت تقارير إعلامية أن عددًا من طلاب الطب لقوا حتفهم نتيجة الحادث.
وبحسب البيانات الرسمية، كانت الطائرة تقل 242 شخصًا، بينهم 217 بالغًا، و11 طفلًا، ورضيعين. وتضمنت قائمة الركاب 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، و7 برتغاليين، وكنديًا واحدًا.
تفاصيل اللحظات الأخيرة
وفق موقع "Flightradar24"، أقلعت الطائرة في الساعة 1:39 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وأطلقت نداء استغاثة من نوع "Mayday" قبل أن ينقطع الاتصال بها. وأظهرت لقطات فيديو الطائرة وهي تحلق فوق منطقة سكنية ثم تختفي فجأة عن الشاشة، قبل أن يتصاعد عمود من اللهب والدخان.
وصرّح خبير سلامة الطيران، أنتوني بريكهاوس، أن من بين المؤشرات المثيرة للقلق أن عجلات الهبوط كانت لا تزال ممتدة أثناء تحليق الطائرة، وهو أمر غير معتاد في مرحلة الإقلاع، ما قد يشير إلى عطل تقني خطير.
تحقيقات ومواقف دولية
قالت شركة "بوينغ" المصنعة للطائرة إنها على علم بالحادث، وتعمل على جمع المعلومات. كما أعلنت "GE Aerospace"، المصنعة لمحركات الطائرة، أنها سترسل فريقًا إلى الهند لتحليل بيانات الصندوق الأسود.
من جهتها، تعمل وزارة الخارجية البريطانية مع السلطات الهندية لتحديد هوية الضحايا البريطانيين وتقديم الدعم لأسرهم، في حين عبّر كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والملك تشارلز الثالث، عن حزنهما العميق تجاه الحادث.
ردود رسمية وتعليق الرحلات
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وصف الكارثة بأنها "مأساة تفطر القلب"، وأمر بتقديم الدعم الكامل لفرق الإنقاذ. كما أعلن مطار أحمد آباد، الذي تديره مجموعة "Adani"، تعليق جميع الرحلات الجوية مؤقتًا، قبل أن يُستأنف تشغيله لاحقًا بشكل محدود.
وأعرب رئيس مجموعة Adani، غوتام أداني، عن "صدمته العميقة"، مؤكدًا أن المجموعة تعمل بالتنسيق مع السلطات لتقديم كل سبل الدعم الممكنة لأهالي الضحايا.