في ردهة محكمة الأسرة، حيث تختلط قصص الحب بالفقد والنهايات غير المتوقعة جلست ليزا، سيدة أجنبية في منتصف الأربعينات تحتضن أوراقًا قديمة وعيونها تائهة كمن ضل الطريق. لم تكن تبحث عن كنز، بل عن نهاية كريمة لقصة حب عاشتها بإخلاص. لكنها اكتشفت أن النهاية لم تكن كما حلمت، بل أقرب إلى مشهد عبثي من فيلم ساخر.
الرجل الذي أحبته، ضحكت معه وبكت على كتفه، قرر أن يضع نقطة النهاية لحياتهما المشتركة بوصية غريبة... كل ممتلكاته، وكل ما جمعاه معًا، أصبحت من نصيب "جاك" و"ماجي"، كلبيه المدللين. "كنت فاكرة إن النهاية هتبقى زي الأفلام، بيت صغير وذكريات وصورة لينا على الرف. لكن بعد وفاته، لقيت إن كل ده كان حلم، ووصيته كانت كابوس"، تقول ليزا وهي تقلب صور زفافها.
الوصية التي دوّنها الزوج كانت صادمة بوضوحها وقسوتها: "أوصي برعاية جاك وماجي، والاهتمام بهما من أموالي، وأرفض منح أي جزء من ممتلكاتي لزوجتي."
المعركة القانونية: بين الحب والورق
رغم الصدمة، لم تستسلم ليزا. فبحكم القانون المصري، لم تكن مطلقة رسميًا، ما فتح لها باب أمل في استعادة جزء من حقها.
بدأت محاميتها مشوارًا قانونيًا شاقًا لإثبات أحقيتها في الميراث.
قالت المحامية: "أول خطوة كانت إثبات وفاته داخل مصر واستخراج شهادة وفاة. ثم رفعنا دعوى إعلام وراثة، لكن العقبة الأكبر كانت في إثبات عدم وجود ورثة آخرين، وده تطلب جهد كبير وأوراق من الخارج وشهادات مش متاحة إلكترونيًا."
الحب بثمن: 6000 جنيه
بعد شهور من الجهد والتوتر، صدر حكم بإعلام الوراثة لصالح ليزا. حملت الأوراق وتوجهت إلى البنوك بقلوب متلهفة، تمنيًا أن تجد ما يعوضها عن ما خسرته معنويًا.
النتيجة كانت صادمة:
-
البنك الأول: 5000 جنيه
-
البنك الثاني: 1000 جنيه
-
البنك الثالث: لا يوجد حساب
كل الأموال الحقيقية كانت قد غادرت مصر قبله.
ليزا لم تحصل على ثروة، بل على "فاتورة حب" قيمتها 6000 جنيه، ووصية ألغت وجودها لصالح كلبين مدللين.
هل تنتصر العدالة؟
قصة ليزا ليست فقط عن ميراث، بل عن التقدير والخذلان، وعن الأسئلة التي تبقى دون إجابات:
كيف يمكن أن تُمحى سنوات من الحب بقرار قانوني؟
وهل يكفي القانون وحده لإنصاف قلب مكسور؟