الكاتبة : أمل شريف
قاومت أوكرانيا الضغوط من الولايات المتحدة وروسيا للمشاركة في جولة جديدة من محادثات السلام المقررة يوم الاثنين، مشيرةً إلى أنها بحاجة لعرض المقترحات الروسية أولاً. في هذا السياق، حذر سيناتور أمريكي بارز موسكو من العقوبات الأمريكية الجديدة التي سيكون لها تأثيرات سلبية عليها. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد دعا كلا من موسكو وكييف إلى التعاون للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع الذي استمر لمدة ثلاث سنوات. وقد عرضت روسيا تنظيم جولة ثانية من المحادثات المباشرة مع المسؤولين الأوكرانيين الأسبوع المقبل في إسطنبول.
أكدت كييف مجددًا التزامها بالسعي نحو السلام، لكنها تنتظر مذكرة مفصلة من الجانب الروسي تحدد مقترحاتهم. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة، بعد اجتماع مع وزير الخارجية التركي في كييف، أنه "لكي يكون الاجتماع مثمرًا، يجب أن يكون جدول أعماله واضحًا ويجب إعداد المفاوضات بشكل جيد".
أضاف زيلينسكي: "للأسف، يبدو أن روسيا تبذل قصارى جهدها لضمان عدم تحقيق النتائج المرجوة من الاجتماع القادم"، مؤكداً على غياب الوثيقة الروسية التي توضح المقترحات.
وكان قد جرت محادثات سابقة في إسطنبول في 16 مايو، لكنها لم تسفر سوى عن اتفاق لتبادل الأسرى. وذكر زيلينسكي أنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول شروط مشاركة أوكرانيا في الاجتماع المزمع يوم الاثنين الذي طرحته روسيا، مطالبًا بأن "يتحقق وقف لإطلاق النار للمضي قدمًا نحو السلام، ويجب أن يتوقف قتل الأبرياء". وأكد على ضرورة أن لا تكون هذه المفاوضات مجرد إجراء شكلي.
رغم ذلك، لم يلتزم زيلينسكي بحضور الاجتماع، لكنه أشار إلى مناقشته مع أردوغان حول إمكانية إجراء اجتماع رباعي يضم قادة أوكرانيا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة. من جانبها، أوضحت الرئاسة التركية أن أردوغان أكد على أهمية إرسال وفود مأثورة من كلا البلدين إلى إسطنبول، مشددًا على أن اجتماع القادة يمكن أن يدعم عملية السلام.
في الولايات المتحدة، دعا بعض الجمهوريين في الكونغرس ومستشارو البيت الأبيض ترامب إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا للضغط عليها. السيناتور الجمهوري المؤثر ليندسي غراهام، خلال زيارته إلى كييف، أعرب عن توقعه بأن يمضي مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، قدمًا في إصدار قانون حول عقوبات ضد روسيا الأسبوع المقبل.
وأضاف غراهام في مؤتمر صحفي بعد لقائه زيلينسكي أنه تحدث مع ترامب قبل زيارته، وأن الرئيس الأمريكي يتوقع الآن أفعالًا ملموسة من جانب موسكو. كما اتهم غراهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة إبطاء عملية السلام، وعبر عن شكوكه بشأن جدوى اجتماع إسطنبول، معتبراً إياه "مسرحية روسية".
وأضاف غراهام: "اللعبة التي يلعبها بوتين على وشك أن تتغير. سيتعرض لضغوط شديدة من الولايات المتحدة بسبب العقوبات".
بينما علق ترامب يوم الجمعة للصحفيين بأن كلا من بوتين وزيلينسكي كانا عنيدين، معربًا عن انذهاله وخيبة أمله من القصف الروسي في أوكرانيا أثناء محاولته ترتيب وقف إطلاق النار، لكنه لم يتناول موضوع العقوبات.