يدلي الألمان بأصواتهم اليوم الأحد في الانتخابات الوطنية، التي من المتوقع أن تشهد عودة المحافظين بقيادة فريدريش ميرز إلى السلطة، مع توقع تحقيق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف لأفضل نتيجة له على الإطلاق، في ظل توجه القارة الأوروبية نحو اليمين بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
تتصدر كتلة ميرز، المكونة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي، ولكن من غير المحتمل أن تحقق أغلبية واضحة نظراً للتشرذم السياسي في البلاد، مما سيجبرها على البحث عن شركاء في الائتلاف.
من المتوقع أن تكون مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة معقدة، وذلك بعد حملة انتخابية كشفت عن انقسامات عميقة بشأن قضايا الهجرة وكيفية التعامل مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، في بلد يعاني فيه اليمين المتطرف من وصمة عار بسبب ماضيه النازي.
هذه الظروف قد تترك المستشار أولاف شولتس، الذي يتمتع بشعبية منخفضة، في موقع تصريف الأعمال لفترة تمتد لعدة أشهر، مما قد يؤدي إلى تأخير السياسات الضرورية لإنعاش أكبر اقتصاد في أوروبا بعد عامين متتاليين من الانكماش، بينما تكافح الشركات لمواجهة المنافسة العالمية.
كما قد ينتج عن ذلك فراغ في القيادة في قلب أوروبا، في وقت تواجه فيه مجموعة من التحديات، بما في ذلك تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بحرب تجارية، ومحاولات تسريع اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا دون مشاركة أوروبية فعالة.
تعد ألمانيا، التي تعتمد على الاقتصاد الموجه نحو التصدير وعلاقاتها الأمنية القوية مع الولايات المتحدة، معرضة للخطر بشكل خاص. فقد أصبح الألمان أكثر تشاؤماً بشأن مستويات معيشتهم، حيث انخفضت نسبة الذين يرون أن وضعهم الاقتصادي يتحسن من 42٪ في عام 2023 إلى 27٪ في عام 2024، وفقاً لاستطلاعات غالوب.
كما تشهد المواقف تجاه الهجرة تغيراً جذرياً في المشاعر العامة، بعد أن كانت الثقافة السائدة "ترحيب اللاجئين" خلال أزمة الهجرة في عام 2015.
تأتي انتخابات اليوم بعد انهيار الائتلاف الحكومي بقيادة شولتز في نوفمبر الماضي، والذي كان يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، وذلك في خلاف حول قضايا إنفاق الميزانية.