الكاتبة : آية عادل
قرّر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تعليق الاتصالات الهاتفية التي اعتاد إجراؤها سنويًا لتهنئة أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، كما قرر إلغاء المؤتمر الصحفي المخصص لإعلان نتائج هذا العام، والاكتفاء باعتماد النتيجة ونشرها فقط، وذلك تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يواجه مجاعة مروعة وعدوانًا إسرائيليًا متواصلًا منذ شهور.
قرار يحمل رسالة إنسانية عميقة
وأكد الأزهر الشريف في بيان رسمي أن القرار يأتي انطلاقًا من مشاعر الحزن العميق التي تخيِّم على الأزهر الشريف والأمة العربية والإسلامية، لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة جماعية وانتهاكات إنسانية صارخة، لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً.
وأوضح البيان أن الواجب الأخلاقي والإنساني يقتضي إعلاء صوت التضامن والمواساة على أي مظاهر للفرح أو الاحتفال، احترامًا لما يمر به إخوتنا في غزة من محنة غير مسبوقة.
الأزهر: فلسطين قضيتنا الأولى
جدّد الأزهر الشريف، في ختام بيانه، دعمه الكامل للشعب الفلسطيني الصامد، مؤكدًا أن قضية فلسطين ستظل في صدارة أولويات الأزهر وجهوده الفكرية والدبلوماسية والدينية، داعيًا جميع الشعوب الحرة إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه العدوان والمجاعة، والعمل على تمكين الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة في الحياة، والحرية، والكرامة، واستعادة أرضهم ومقدساتهم.
تضامن واسع على منصات التواصل
ولقي قرار الإمام الأكبر إشادة واسعة من الكُتّاب والمثقفين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروه رسالة أخلاقية تتجاوز الحدود السياسية، وتجسيدًا حيًا لقيم الإسلام الحقيقية في التضامن والرحمة والعدل.
خلفية إنسانية
يأتي هذا القرار في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلث سكان القطاع لا يجدون طعامًا لعدة أيام، فيما ارتفعت وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 122 حالة، بينهم 83 طفلًا، وسط تحذيرات من انهيار كامل للنظام الصحي والإنساني هناك.