الكاتبة : إيمان سالم
قضت محكمة جنح سيدي جابر بالإسكندرية، برئاسة المستشار عبدالحسيب حمدي عبدالحسيب، بحبس ثلاثة من مسؤولي الاتحاد المصري للكاراتيه لمدة ثلاث سنوات غيابيًا مع كفالة عشر آلاف جنيه لوقف التنفيذ المؤقت. جاء الحكم على خلفية اتهامهم بالتسبب في وفاة اللاعب "ي. أ. م" نتيجة الإهمال والخطأ خلال بطولة الجمهورية للكاراتيه تحت 18 عامًا. كما تضمن الحكم إلزامهم بسداد المصاريف الجنائية وتعويض مدني مؤقت بقيمة 100,001 جنيهًا.
تفاصيل القضية، التي حملت رقم 6541 لسنة 2025 جنح سيدي جابر، بدأت عندما تلقت السلطات الأمنية بلاغًا يتهم مسؤولي الاتحاد بالإهمال وخرق القوانين واللوائح، مما تسبب في وفاة اللاعب المذكور. وأظهرت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين الثلاثة تهاونوا بشكل جسيم في أداء مهامهم.
الأول، رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد، وفر طبيبين ما زالا تحت التدريب لتقديم الخدمات الطبية خلال البطولة، معتمدًا فقط على شهادات تخرجهم دون التأكد من أهليتهم المهنية، مما يُعد انتهاكًا لقوانين ممارسة مهنة الطب والعلاج الطبيعي. كان هذا التقصير سببًا رئيسيًا في التدخل الطبي غير المناسب لحالة اللاعب الصحية عقب سقوطه.
الثاني، رئيس لجنة المسابقات ومدير البطولة، لم يتحقق من وجود فريق طبي متخصص ولا من كفاءة الطبيبين. كما أنه لم يتخذ خطوات نحو إلغاء أو تأجيل البطولة بسبب هذه المخالفات الصحية، ما يعتبر تقصيرًا في الالتزام بضوابط الرعاية الطبية لفعاليات الرياضة.
الثالث، رئيس منطقة الإسكندرية لرياضة الكاراتيه، لم يوفر جهاز الصدمات القلبية (AED) للبطولة. هذا الجهاز كان يمكن أن يقدم الإرشادات الصوتية اللازمة للمسعف ويساعد في إنقاذ حياة اللاعب.
وبذلك أكدت التحقيقات أن الإهمال والقصور المشترك بين المتهمين أدى إلى وفاة اللاعب، ما دفع المحكمة إلى إصدار حكمها لإقرار العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة المأساوية.