الكاتبة : آية عادل

 أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الإثنين 10 يونيو 2025، السيطرة الكاملة على سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، أثناء توجهها نحو قطاع غزة المحاصر، واعتقال جميع المتطوعين على متنها، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ وعدد من الشخصيات السياسية الأوروبية.

ووفقًا لتحالف أسطول الحرية، فإن الاتصالات انقطعت فجأة مع السفينة أثناء اقترابها من المياه المحاذية لقطاع غزة، ليعود التحالف لاحقًا ويؤكد أن القوات الإسرائيلية اختطفت السفينة وطاقمها واقتادتها إلى سواحل إسرائيل.

اعتراض في المياه الدولية

تحالف أسطول الحرية أشار عبر منشور على "تلغرام" إلى أن السيطرة على السفينة تمت في المياه الدولية، ما يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي. وقد نشرت عدة منظمات مقاطع فيديو مسجلة مسبقًا من المشاركين على متن السفينة، قالت إنها موجهة للعالم في حال اعتراض الرحلة. في أحدها، صرحت غريتا ثونبرغ: "إذا شاهدتم هذا الفيديو، فقد تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية."

???????? ضغط أوروبي ومطالب بالإفراج

وأعلنت النائبة الأوروبية ريما حسن – إحدى الناشطات على متن السفينة – أن أكثر من 200 نائب أوروبي وقعوا رسالة موجهة إلى السلطات الإسرائيلية تطالب بالسماح لسفينة "مادلين" بدخول غزة وإفراغ حمولتها الإنسانية فورًا.

من جهتها، عبّرت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، عن دعمها التام للمبادرة، وكتبت عبر منصة "إكس": "ربما تكون رحلة مادلين انتهت، لكن المهمة لم تنته. يجب أن يرسل كل ميناء على البحر المتوسط مساعدات ومتضامنين إلى غزة".

إسرائيل: السفينة تهدد أمننا

في المقابل، بررت وزارة الدفاع الإسرائيلية العملية بأنها تأتي لمنع ما وصفته بـ"الدعاية لحماس"، واتهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس المتطوعين بأنهم "أبواق دعاية" للمقاومة الفلسطينية، وقال: "أعطيت أوامر بمنع السفينة مادلين من الوصول إلى غزة. عودوا من حيث أتيتم، فلن تصلوا إليها".

ووصفت الخارجية الإسرائيلية السفينة في منشورات على مواقع التواصل بـ"يخت السيلفي للمشاهير"، مؤكدة أنه تم تحويل مسارها إلى السواحل الإسرائيلية وسيُعاد الركاب إلى بلدانهم.

ردود حقوقية غاضبة ودعوات دولية للتحقيق

وصفت منظمات حقوقية اعتراض السفينة بأنه "قرصنة بحرية" وانتهاك واضح لحرية الحركة، خصوصًا أن السفينة كانت في مهمة إنسانية بحتة وتحمل طرودًا غذائية وطبية لسكان قطاع غزة، الذين يواجهون أزمة مجاعة حقيقية حسب تقارير أممية حديثة.

وأكد محمود أبو عودة، المتحدث الإعلامي باسم تحالف أسطول الحرية، أن الركاب على الأغلب معتقلون لدى الاحتلال، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل الإفراج عنهم فورًا.

 تحليل: رسالة تضامن أم اشتباك رمزي؟

تمثل رحلة "مادلين" جزءًا من سلسلة متكررة لمحاولات كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا، لكنها تكتسب أهمية مضاعفة اليوم، في ظل الدمار والمجاعة والانهيار الصحي الذي تعاني منه غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

تعكس السيطرة الإسرائيلية على السفينة  ليس فقط تشددًا أمنيًا، بل أيضًا حربًا مفتوحة على الرمزية الدولية للتضامن مع غزة، ما يفتح بابًا واسعًا أمام صدام جديد بين الرأي العام الدولي والاحتلال الإسرائيلي.