الكاتبة : آية عادل
في تطوّر يثير القلق، حذّرت السلطات الصحية في الفلبين من اقتراب إعلان "حالة طوارئ صحية عامة" بسبب الارتفاع الحاد في حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV/الإيدز)، لا سيما بين فئة الشباب، وهو ما وصفه وزير الصحة بأنه "تهديد وطني" يتطلب تعبئة شاملة من الحكومة والمجتمع.
تفاصيل الأرقام الصادمة:
وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلبينية، سُجّلت 57 إصابة جديدة يوميًا في المتوسط خلال الربع الأول من عام 2025، ما يمثل زيادة بنسبة 50% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024. وتُعد هذه أعلى نسبة إصابات جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة غرب المحيط الهادئ.
وقال وزير الصحة تيد هيربوسا في بيان مصور: "المُخيف أن معظم الإصابات الجديدة تتركز بين شبابنا، مما يهدد مستقبل البلاد الصحي والاجتماعي."
الفئات الأكثر تضررًا:
-
95% من الحالات الجديدة لذكور
-
33% من المصابين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا
-
47% تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا
وتوضح هذه الأرقام أن فئة الشباب دون سن 35 عامًا تمثل 80% من الإصابات الجديدة، في مؤشر خطير على انتشار الفيروس بين الأجيال الشابة بشكل متسارع.
أسباب انتشار العدوى:
أكدت وزارة الصحة أن الاتصال الجنسي غير المحمي، خاصة بين الذكور، يظل السبب الرئيسي لانتقال العدوى. وبدأت هذه النمطية في الانتقال منذ عام 2007، لتتحول اليوم إلى حالة وبائية متفاقمة تُهدد جهود الدولة في القضاء على المرض بحلول عام 2030، وفق أهداف الأمم المتحدة.
تحديات العلاج والكشف المبكر:
من بين المصابين:
-
55% فقط تم تشخيصهم رسميًا
-
66% فقط من المُشخصين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات
ما يشير إلى وجود فجوة كبيرة في برامج الفحص والعلاج، مما يسمح باستمرار العدوى وانتشارها دون السيطرة عليها بشكل كافٍ.
إمكانية إعلان الطوارئ:
بحسب القانون الفلبيني، يملك رئيس الجمهورية صلاحية إعلان حالة الطوارئ الصحية إذا شكل مرض ما تهديدًا للأمن القومي، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 في عام 2020. وأشار الوزير هيربوسا إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات وطنية صارمة ضد الإيدز، بدءًا من التوعية والتثقيف الجنسي، ووصولاً إلى دعم العلاج المجاني والشامل.
الوضع العام بنهاية 2025:
تشير التقديرات إلى أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الفلبين قد يبلغ 252,800 شخص بنهاية عام 2025، ما يجعل من البلاد واحدة من أسرع الدول تسجيلًا للإصابات في آسيا.
وتُسلّط هذه الأرقام الضوء على ضرورة تعبئة وطنية عاجلة في الفلبين، تشمل التعليم، والصحة، والإعلام، لاحتواء انتشار فيروس الإيدز، وإنقاذ فئة الشباب من خطر يهدد مستقبلهم. ومن المرجح أن تشهد الأسابيع المقبلة تحركات حكومية حاسمة في هذا الإطار.