الكاتبة : أمل شريف

سيلتقي وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس مع نظيريه الأمريكي والياباني في منتدى أمني آسيوي يُعقد في سنغافورة. هذه ستكون أول محادثات ثلاثية منذ الانتخابات الأسترالية وتولي إدارة ترامب الحكم. سيشارك مارليس في حوار شانغريلا، وهو المنتدى الأمني الأبرز في آسيا، الذي سيُعقد من 30 مايو إلى 1 يونيو، وذلك خلال زيارته الخارجية الأولى بعد فوز حكومة حزب العمال اليسارية بأغلبية في الانتخابات الوطنية التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر.

سيعقد مارليس اجتماعات مع وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، بحسب ما أفاد مكتبه يوم الخميس. وكان الاجتماع الثلاثي الأخير قد عُقد في نوفمبر الماضي في داروين، أستراليا، حيث اتفقت الدول الثلاث على تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة وتعاونها في مجالات الاستخبارات والمراقبة. وقد التقى مارليس بهيجسيث في فبراير في واشنطن لبحث شراكة الغواصات النووية التي ستدفع بموجبها أستراليا 2 مليار دولار لهذا العام لتأمين قاعدة الغواصات السفن الأمريكية.

وقد حث مسؤولو البنتاغون في ظل إدارة ترامب أستراليا على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز أعلن يوم الخميس أن حكومته ستزيد النسبة إلى 2.4% وستستثمر في القدرات والعلاقات في المنطقة.

من المتوقع أن يشارك في القمة وزراء دفاع وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين ودبلوماسيون من مختلف أنحاء العالم. وأفاد مكتب مارليس بأنه سوف يتحدث يوم السبت عن التهديدات المتزايدة في المنطقة.

وقال مارليس في بيانه: "إن الحكومة ملتزمة بتعزيز علاقاتنا الدفاعية العالمية، مع تعميق شراكاتنا الدبلوماسية والدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

من جهته، أشار إيوان غراهام، كبير محللي الدفاع في المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية، إلى أن التحدي الرئيسي أمام مارليس هو "إقناع شركاء أستراليا الأمنيين في سنغافورة بأن قوات الدفاع الأسترالية تمتلك القدرات الكافية لتكون موثوقة في الأمد القريب، في حال حدوث أزمة إقليمية، وأن الاستثمارات الطويلة الأجل ستُحدث فرقًا".

وفقًا للجدول الزمني، لن يصل أي غواصة تعمل بالطاقة النووية، سواء أسترالية أو بريطانية، حتى عام 2040، بينما يكتنف الغموض عملية شراء غواصات من فئة فرجينيا من الولايات المتحدة في عام 2032 بسبب تأخيرات في الإنتاج.

وقال غراهام، الذي كان قد عمل سابقًا منظمًا للقمة في سنغافورة، إن أستراليا تحتاج أيضًا إلى "بذل المزيد من الجهود لدعم الردع النووي الموسع للولايات المتحدة بشكل فعّال".

وفي هذا السياق، ردت أستراليا على انتقادات الصين بأنها تُقوّض جهود منع الانتشار النووي، مؤكدة أن الغواصات التي ستقوم بشرائها ستكون مسلحة بالأسلحة التقليدية. وشدد غراهام على أن "الردع التقليدي يجب أن يتكامل مع الردع النووي ليكون ذا مصداقية".