الكاتبة : أمل شريف
أفاد مسؤول كبير في مجال السياسات الصينية لوكالة "رويترز" أن الصين تقوم بعمليات استفزازية من خلال حملة "ضغط شديد" على تايوان، متجاهلة عمدًا جهود الجزيرة ونواياها السلمية، وذلك بينما تتصاعد الإجراءات التي تتخذها بكين ضد تايبيه.
تعتبر الصين تايوان إقليمًا تابعًا لها، بينما ترفض الجزيرة ذات النظام الديمقراطي ذلك الادعاء. وقد ازدادت الضغوط العسكرية والسياسية التي تمارسها الصين على تايوان، حيث وصفت الرئيس لاي تشينغ تي بأنه "انفصالي خطير". منذ تولي لاي منصبه في مايو من العام الماضي، أجرت الصين ثلاث جولات على الأقل من المناورات العسكرية الكبرى قرب تايوان، وهددت بتطبيق عقوبة الإعدام على المؤيدين المتشددين لاستقلال الجزيرة، وأيضًا أنشأت خطوطًا ساخنة للإبلاغ عن هذه الأنشطة.
صرح تشيو تشوي تشنغ، وزير مجلس شؤون البر الرئيسي، بأن الصين تتحمل المسؤولية في تأجيج التوترات عبر "ضغط شديد"، بما في ذلك التوغلات العسكرية شبه اليومية بالقرب من تايوان، فضلاً عن حملات التأثير على الرأي العام. وقال تشيو في حديثه يوم الأربعاء من مكتبه في وسط تايبيه: "حقيقة أننا لا نرى أي صدق من البر الرئيسي الصيني هي واقع مؤسف". وكرر عرض الحكومة لإجراء محادثات مع الصين على أساس المساواة والاحترام، ولكن دون قيد من الشروط السياسية المسبقة التي تفرضها بكين. وأضاف: "لقد بذلنا جهودًا كبيرة وقدّمنا العديد من التنازلات".
وأكد تشيو: "نحن دولة ديمقراطية، ومن المستحيل علينا قبول فرضيتكم السياسية المتمثلة في القضاء على جمهورية الصين، أو التقليل من شأن تايوان، أو اعتبارها جزءًا من جمهورية الصين الشعبية". يُذكر أن حكومة جمهورية الصين، التي هزمت في عام 1949، لجأت إلى تايوان بعد خسارتها في الحرب الأهلية ضد الشيوعيين تحت قيادة ماو تسي تونغ، ولا يزال هذا هو الاسم الرسمي للجزيرة، حيث لم تُوقع أي معاهدة سلام بين الطرفين، ولا تعترف أي من الحكومتين بالأخرى.
عندما سُئل متحدث باسم مكتب شؤون تايوان الصيني عن استعداد تايوان لإظهار حسن النية تجاه الصين، أشار إلى أن كون الجزيرة جزءًا من الصين هو "حقيقة موضوعية". وتحدث المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشين بينهوا، للصحفيين في بكين قائلاً: "إن التخطيط لاستقلال تايوان يعني نهاية الحوار والمشاورات عبر المضيق، ولن يؤدي ذلك إلا إلى إضعاف السلام والاستقرار في المنطقة".
وفي مارس/آذار، وصف لاي الصين بأنها "قوة معادية أجنبية"، مؤكدًا أن بكين تخوض حملات متزايدة من النفوذ والتسلل ضد الجزيرة، ووعد باتخاذ إجراءات لمواجهة جهود الصين الرامية إلى "استيعاب" تايوان، مما أثار رد فعل غاضب من الصين التي أطلقت جولة جديدة من المناورات العسكرية.
وفي تعليقه على وصف لاي للصين، قال تشيو: "نحن فقط نشرح الحقائق للجميع. يمكن وصف التهديد الخطير الذي تشكله بكين على تايوان بأنه ضغط شديد يزداد ضراوة يومًا بعد يوم". وأشار تشيو إلى أن الخطوط الساخنة التي أطلقتها الصين للإبلاغ عن الأنشطة الانفصالية المزعومة، والتي تدعي بكين أنها نتجت عنها 6000 بلاغ، لم تؤد إلا إلى زرع الخوف بين مجتمع الأعمال التايواني في الصين، مما أجبر بعضهم على مغادرتها.