الكاتبة : أمل شريف

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برلين يوم الأربعاء لعقد محادثات مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، وفقًا لما أعلنته مصادر من مكتبه. تأتي هذه الزيارة في إطار جهد دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تُعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المقرر أن يتم استقبال زيلينسكي بحفل عسكري في المستشارية الاتحادية في تمام الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش، حيث ستركز المحادثات على الدعم الألماني لأوكرانيا والجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

كانت هناك اجتماعات بين مسؤولين أوكرانيين وروس في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الأولى منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، وذلك تحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء النزاع. لكن المحادثات لم تؤدِّ إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بينما شنت روسيا ثلاث ليالٍ متتالية من الهجمات الجوية المكثفة على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية. في سياق ذلك، أشار زيلينسكي إلى أن روسيا قامت بحشد 50 ألف جندي بالقرب من منطقة سومي شمال أوكرانيا.

مع تراجع ترامب عن دعمه لأوكرانيا في الآونة الأخيرة، يُتوقع أن تلعب ألمانيا دورًا متزايد الأهمية كأكبر داعم عسكري ومالي لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة. رفع ميرز، الذي تولى منصبه مؤخرًا، من وتيرة الدعم مع الالتزام بدور قيادي أكبر مقارنةً بسلفه أولاف شولتز. عقب توليه المنصب، زار ميرز أوكرانيا برفقة قادة أوروبيين آخرين وأبدى تأييده لحق أوكرانيا في تنفيذ ضربات صاروخية بعيدة المدى على الأراضي الروسية، خلافًا لنهج شولتز الحذر.

وعبّر زيلينسكي عن تقديره لميرز لزيارته كييف، وأشار إلى أنه كان هناك مواضيع لم تُناقش بسبب عدم وجود اجتماع مطول. وأكد على أنه سيتم عقد لقاءات لاحقة في برلين لمناقشة هذه القضايا. في الوقت نفسه، تنتظر كل من واشنطن وكييف مسودة مذكرة التفاهم الروسية بشأن اتفاق سلام، وقد أبدى ميرز تفاؤلاً محدودًا بشأن الحلول السريعة، مشيرًا إلى "أن بوتين وروسيا لا يهتمون حاليًا بوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام". مما يعني ضرورة استمرار أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وزيادة الجهود لدعمها.

ومع ذلك، من المستبعد أن تُعلن ألمانيا عن شحنات جديدة من الأسلحة إلى أوكرانيا، حيث اختارت الحكومة الجديدة اتباع سياسة "الغموض الاستراتيجي" ولم تكشف علنًا عن أنواع الأسلحة المرسلة. في نفس السياق، اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجمات مُكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ على أراضيها خلال الأسبوع المنصرم باستخدام ذخائر مُقدمة من الغرب.