الكاتبة : أمل شريف

أفاد وزير الخارجية الفرنسي، يوم الثلاثاء، بأن تخفيف القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية في غزة لا يكفي، محذرًا من أن الهجوم الجديد على القطاع يجب أن يتوقف، وإلا ستكون هناك تداعيات. في ظل الضغوط المتزايدة بسبب الحصار الذي فرضته إسرائيل على المساعدات منذ مارس/آذار، والذي أدى إلى خطر المجاعة، سمحت إسرائيل يوم الاثنين بدخول كميات محدودة من المواد الغذائية إلى غزة.

ومع ذلك، ازدادت الحملة العسكرية الإسرائيلية وتضاربت الأنباء عن وقوع مئات الضحايا، حيث أفادت مصادر فلسطينية أن 50 شخصًا قُتلوا يوم الثلاثاء، إضافة إلى 130 آخرين سقطوا خلال ليلة الأحد إلى الاثنين. وقال جان نويل بارو لإذاعة فرانس إنتر: "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، فالعنف المفرط من الحكومة الإسرائيلية وحظر المساعدات الإنسانية قد حول غزة إلى مكان للموت، إن لم يكن مقبرة".

تجدر الإشارة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية بدأت بعد الهجمات التي نفذها مسلحو حماس على التجمعات السكنية الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص. ومنذ ذلك الحين، تم تدمير غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة، حيث قدرت السلطات الصحية عدد القتلى في الهجمات على غزة بأكثر من 53 ألف شخص، العديد منهم من المدنيين.

في يوم الاثنين، دخلت خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة محملة بمساعدات إنسانية، تشمل أغذية للأطفال، إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وأكد بارو: "هذا غير كافٍ على الإطلاق. يجب أن يتوقف كل هذا. لا يمكن تجاهل معاناة سكان غزة. يجب أن تكون المساعدات فورية وشاملة ودون قيود".

في بيان شديد اللهجة، هدد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا يوم الاثنين باتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل إذا لم تتوقف عن هجومها العسكري المتجدد على غزة وتخفف من قيود المساعدات، مما يزيد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولكن، لم يُوضح القادة الخطوات المحددة التي يمكن اتخاذها، وأفاد دبلوماسيون بأن الدول ستظل حذرة نظرًا لعلاقتها الاستراتيجية الوثيقة مع إسرائيل. على مدار الأشهر القليلة الماضية، شهدت العلاقات بين فرنسا وإسرائيل توترًا، حيث اتخذت باريس موقفًا أكثر قسوة تجاه الوضع في غزة، مع تلميحات حول إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع نيويورك في 18 يونيو، مما أثار استياء نتنياهو.

انتقد نتنياهو القادة الثلاثة يوم الاثنين، حيث قال عبر منصة "إكس": "إن المطالبة بإنهاء حرب دفاعية من أجل بقائنا قبل القضاء على إرهابيي حماس، والمطالبة بدولة فلسطينية، تُعد بمثابة تقديم جائزة كبيرة لهجومهم الإبادي على إسرائيل في 7 أكتوبر، بينما يدعون إلى المزيد من الفظائع".

عندما طُرح سؤال حول التدابير الملموسة التي أشار إليها القادة، ذكر بارو أن هناك دعوات متزايدة من بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، لمراجعة اتفاقية الشراكة طويلة الأمد مع إسرائيل للتحقق مما إذا كانت تنتهك البنود المتعلقة بحقوق الإنسان. وصرح بارو: "بمجرد إثبات انتهاكات لحقوق الإنسان، يمكن أن يتم تعليق الاتفاقية"، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون له تأثيرات تجارية على إسرائيل.