الكاتبة : أمل شريف

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين أن بلاده ستعمل على السيطرة الكاملة على قطاع غزة، رغم الضغوط الدولية المتزايدة التي تطالبه برفع الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، والذي جعل القطاع في وضع خطر يهدد المجاعة. وحذر الجيش الإسرائيلي، الذي بدء عملية عسكرية جديدة يوم الجمعة، سكان مدينة خان يونس الجنوبية من ضرورة الإخلاء الفوري إلى الساحل، وذلك استعدادًا لعملية هجومية غير مسبوقة.

وفي رسالة مصورة، قال نتنياهو: "تدور معارك عنيفة وشديدة، وسنسيطر على كافة أنحاء غزة، ولكن علينا القيام بذلك بطريقة تضمن استمرار جهودنا". وأكد أن إسرائيل ستحقق "نصرًا كاملاً" من خلال تحرير الرهائن الثمانية والخمسين الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة، بالإضافة إلى القضاء على الجماعة المسلحة.

وفي حديثه عن الضغوط الدولية، أشار نتنياهو إلى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين اعتبرهم من أصدقاء إسرائيل المقربين، أبلغوه بأن صور الجوع والفقر تضعف الدعم الدولي، وتقرب إسرائيل من "خط أحمر" يهدد بفقدان السيطرة. كما وجه حديثه إلى المتشددين اليمينيين في حكومته الذين يصرون على منع المساعدات عن غزة، مبرزًا أهمية إيجاد حل لتحقيق "النصر" في الوضع الحالي.

تشير التقارير إلى أن الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل في مختلف مناطق غزة أسفرت عن مقتل 40 فلسطينيًا على الأقل يوم الاثنين، حيث أعلن الجيش أنه استهدف 160 موقعًا، بما في ذلك منصات مضادة للدبابات وبنى تحتية تحت الأرض ومواقع لتخزين الأسلحة، كجزء من العملية التي أطلق عليها اسم "عملية عربات جدعون".

وأفادت المصادر الصحية المحلية بأن إحدى الغارات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص في مدرسة تأوي عائلات نازحة في النصيرات، بينما أودت غارة أخرى بحياة ثلاثة في منزل في دير البلح المجاورة. ومن جانبه، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، للصحفيين بأن الشاحنات المعدة لنقل المساعدات من المتوقع أن تدخل اليوم، ولكن بكميات صغيرة، مؤكدًا أن العمل يتطلب وقتًا لتأمين ظروف دخول مئات الشاحنات بشكل يومي، وأن القرار مرتبط أيضًا بالجانب السياسي.

تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة بشأن استمرار الحصار على المساعدات الإنسانية المفروض منذ مارس/آذار، قبل أن ينتهي الهدنة التي استمرت شهرين، في وقت تحذر فيه وكالات الإغاثة من تفشي المجاعة في القطاع الذي يضم 2.3 مليون نسمة.