الكاتبة : أمل شريف

لقد رحب حلفاء رومانيا الأوروبيون  بفوز الوسطي نيكوسور دان في الانتخابات الرئاسية على اليمين المتطرف المشكك في الاتحاد الأوروبي الذي جرى يوم الأحد. وقد أبدوا ارتياحهم لأن رومانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، تجنبت مسارًا سياسيًا مشابهًا للمسار الذي اتبعه دونالد ترامب. حقق دان، الذي يبلغ من العمر 55 عامًا وهو عالم رياضيات ورئيس بلدية بوخارست، فوزًا بنسبة 54% من الأصوات في بلد يضم 19 مليون نسمة. وقد تفوق بذلك على منافسه جورج سيميون، الذي يُعتبر أحد المؤيدين البارزين لترامب، والذي أثار أداؤه القوي في الجولة الأولى من التصويت هذا الشهر اهتمام الحلفاء والمستثمرين.

تداولت الأسواق المالية بحذر، ولكن ومع إعلان النتائج يوم الاثنين، ارتفع سعر الليو الروماني بأكثر من 1% بعد أن شهد انخفاضًا بنسبة تصل إلى 3% خلال الأسابيع السابقة، كما شهدت سندات رومانيا المقومة باليورو ارتفاعًا.

ركز دان خلال حملته الانتخابية على مكافحة الفساد، ودعم أوكرانيا - حيث لعبت رومانيا دورًا لوجستيًا حيويًا - والتمسك بالتيار الرئيسي الأوروبي. على الجانب الآخر، كان سيميون، القومي البالغ من العمر 38 عامًا، ينتقد قيادة الاتحاد الأوروبي ويرفض تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مما أدى إلى انهيار الحكومة الائتلافية المؤيدة للغرب في رومانيا قبل جولة الإعادة يوم الأحد.

كانت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، من أول المهنئين لدان. من جانبه، رحب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالعمل مع الرئيس الجديد، مؤكدًا أن "هذه إشارة قوية على تمسك الرومانيين بالمشروع الأوروبي". كما وصفت رئيسة مولدوفا المجاورة، مايا ساندو، النتيجة بأنها "خطوة للأمام نحو القيم الديمقراطية ومسارنا الأوروبي المشترك".

بعد سنوات من تصاعد المشاعر القومية في أوروبا، زاد القلق داخل الاتحاد الأوروبي من احتمال انزلاق رومانيا نحو اليمين المتطرف. وقد اعتبر المحللون أن فوز سيميون كان سيعرض رومانيا لعزلة على الصعيد الدولي ويزعزع استقرار جناح حلف شمال الأطلسي الشرقي.

وأشاد عدد من القادة الأوروبيين، بما في ذلك دونالد توسك، رئيس الوزراء في بولندا، الذي سيشهد انتخابات رئاسية في يونيو/حزيران، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز، بفوز دان في الانتخابات.