في تمام الخامسة صباح يوم الاثنين 17 فبراير 2025، أُبلِغت محافظة الجيزة من قبل أجهزة الأمن بانهيار مبنى مكوّن من طابق أرضي وثلاثة طوابق أخرى في شارع الحمول بمدينة كرداسة. الحادث أسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 3 آخرين، مما أثار حالة من الذعر بين سكان المنطقة. على الفور، توجهت الجهات المعنية إلى مكان الحادث لمحاولة السيطرة على الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. نعرض في هذا التقرير أبرز تفاصيل الواقعة عبر عشر نقاط رئيسية في السطور التالية.

المشهد الأول  
وصف سكان المنطقة لحظة انهيار العقار بأنها كانت غير متوقعة وصادمة، حيث سُمع صوت انفجار هائل تبعه سقوط كامل للمبنى في غضون ثوانٍ معدودة. عمت حالة من الذعر المكان، واندفع الجيران على الفور نحو موقع الحادث لمحاولة إنقاذ من قد يكون تحت الأنقاض. ارتفعت أصوات استغاثة قادمة من تحت الركام، إلا أن كثافة الحطام جعلت عمليات الإنقاذ الأولية صعبة للغاية.

المشهد الثاني  
بعد لحظات قليلة من الحادث، تلقت غرفة عمليات النجدة البلاغ، فتحركت أجهزة محافظة الجيزة متمثلة في مدينة كرداسة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وقوات الحماية المدنية، وفرق الإنقاذ، بالإضافة إلى وحدات الإسعاف. كما تم استدعاء شركات المرافق لقطع الكهرباء والغاز كإجراء احترازي لضمان سلامة المواطنين.

المشهد الثالث  
باشر رجال الحماية المدنية وفرق الإنقاذ إزالة الأنقاض باستخدام المعدات الثقيلة، بينما شاركت الكلاب البوليسية المدربة في عمليات البحث عن ناجين. بعد ساعات من العمل المكثف، تمكنت الفرق من انتشال 10 جثث، شملت أطفالاً وشباباً، بينما تم نقل 3 أشخاص مصابين إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي لتلقي العلاج اللازم

**المشهد الرابع**  
بينما كان يرقد على سرير المستشفى، تحدث أحد الناجين قائلاً إنه استيقظ فجأة على صوت انفجار مدوٍّ، تبعه اهتزاز الأرض من تحته. لم يكن يدرك ما يحدث إلا بعد أن وجد نفسه محاصراً تحت الأنقاض. شعر بالعجز التام وصعوبة في التنفس، وظل يصرخ طلباً للنجدة حتى تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه وإزالة الركام.

**المشهد الخامس**  
أوضح المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن لجنة المنشآت الآيلة للسقوط شرعت في فحص العقارات المجاورة للتحقق من سلامتها الإنشائية. في إطار الإجراءات الاحترازية، تم إخلاء تلك المباني مؤقتاً. كما أفاد بأن النيابة العامة بالتعاون مع الأدلة الجنائية بدأت التحقيقات لمعرفة أسباب الحادث، حيث تشير الترجيحات الأولية إلى احتمال حدوث تسرب غاز من إحدى أسطوانات البوتاجاز بالطابق الثاني.

**المشهد السادس**  
وجه محافظ الجيزة تعليماته لمدير مديرية التضامن الاجتماعي بضرورة تقديم مختلف أشكال الدعم لأسر الضحايا والمصابين، إلى جانب صرف مساعدات مالية عاجلة لهم. كما شدد على مدير مديرية الشؤون الصحية لمتابعة الوضع الصحي للمصابين وضمان توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم حتى تعافيهم الكامل.

**المشهد السابع**  
اجتاح الحزن والغضب أهالي كرداسة، الذين عبروا عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث وغياب الرقابة الصارمة على المباني القديمة والمتهالكة. عبر محمود جمعة، أحد السكان، عن رأي الكثيرين قائلاً إن هذه ليست الحادثة الأولى في المنطقة، مشيراً إلى وجود عدد كبير من المنازل القديمة التي تحتاج إلى الصيانة أو الإزالة، لكن المعالجة الفعلية لا تبدأ إلا عقب وقوع الكوارث.  

المشهد الثامن  
تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لتحديد أسباب انهيار المبنى، حيث تُجرى حالياً عملية الاستماع إلى شهادات الجيران والناجين، إلى جانب فحص ملفات العقار للتأكد مما إذا كان قد صدرت بشأنه قرارات إزالة سابقة.

المشهد التاسع  
عقد محافظ الجيزة اجتماعاً طارئاً أكد فيه ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لمتابعة حالة المباني القديمة في المنطقة. وتم خلال الاجتماع إصدار قرار بتشكيل لجنة هندسية لحصر العقارات المهددة بالانهيار وإعداد تقرير مفصل عنها، إضافة إلى مراجعة عمليات توصيل الغاز للمباني السكنية لضمان عدم وجود أي تسربات تشكل خطراً على حياة السكان.

المشهد العاشر  
ما زالت أسر الضحايا تتردد على المستشفى لاستلام جثامين أحبائهم مع انتهاء التحقيقات وإتمام إجراءات النيابة. حالة من الحزن الكئيب تعم المكان، حيث تجلس العائلات بصمت داخل أروقة المستشفى، بين من يذرف الدموع بحرقة ومن يرفع يديه إلى السماء بالدعاء لضحايا الكارثة.