مرت سنتان على الزلزال الأكثر فتكاً ودماراً في التاريخ الحديث لتركيا، ولا يزال مئات الآلاف من النازحين يعيشون في ظروف غير مستقرة، حيث تتخلف جهود إعادة الإعمار عن الأهداف الموعودة.

في أنطاكيا، المدينة الأكثر تضرراً، تجمع السكان صباح الخميس في تمام الساعة 4:17 (0117 بتوقيت جرينتش)، وهي اللحظة التي وقعت فيها الكارثة يوم 6 فبراير 2023، لإحياء ذكرى الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة. حمل المشاركون أغصان الغار والمشاعل وهتفوا بشعارات مثل "لا نسيان، لا عفو، لا مصالحة"، تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لنسيان المأساة.

الزلزال وتوابعه ضربت 11 محافظة في جنوب شرق تركيا وأجزاء من شمال سوريا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 55 ألف شخص وإصابة ما يزيد عن 107 آلاف آخرين. كما دمرت مدناً بأكملها، بما في ذلك منازل ومستشفيات ومعالم تاريخية، لا سيما في هاتاي حيث تقع أنطاكيا، بالإضافة إلى كهرمانماراس وأديامان.

تعهدت الحكومة التركية ببناء 650 ألف وحدة سكنية جديدة، متعهدة في الأسابيع التي تلت الكارثة بتسليم 319 ألف مسكن خلال سنة واحدة. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قائلاً: "لقد تمكنّا من تسليم 201,431 وحدة مستقلة لأصحابها الشرعيين في أقل من عامين منذ وقوع الكارثة".

من جهته، أكد وزير البيئة والتحضر مراد كوروم أن الحكومة أنفقت ما يقدر بـ 75 مليار دولار على جهود إعادة البناء في المناطق المتضررة. وأضاف أن المراحل الحاسمة لإعادة الإعمار قد انتهت، مشيراً إلى أن مشاريع الإسكان وأعمال إعادة الإعمار تمضي بوتيرة متسارعة.

على الرغم من هذه الجهود، لا تزال حياة العديد من الأسر غير مستقرة، مع استمرار الأوضاع الصعبة في ظل الحاجة الملحة للعودة إلى حياة طبيعية وآمنة في أقرب وقت ممكن.