قامت كل من روسيا والصين بتكثيف أنشطتهما العسكرية في المنطقة الشمالية، بينما أبلغت دول حلف شمال الأطلسي عن زيادة في الأعمال التخريبية التي تستهدف خطوط الطاقة والاتصالات. في هذا السياق، أعاد الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا إحياء المطالب الأمريكية بجرينلاند.
في الوقت نفسه، أظهر النزاع القائم في أوكرانيا الدور الهام الذي تلعبه الطائرات بدون طيار في توفير معلومات استخباراتية حيوية وتحقيق القدرة الهجومية في ساحة المعركة. وفي وثيقة استراتيجية صدرت في يوليو/تموز، أكدت الولايات المتحدة أن القطب الشمالي يعد منطقة حيوية للدفاع الإقليمي ونظام الإنذار المبكر ضد الهجمات النووية، مشيرة إلى أنها ستعزز من استخدام تكنولوجيا الطائرات غير المأهولة لمواجهة التعاون المتزايد بين الصين وروسيا في هذه المنطقة. وقد رصدت عمليات تحليق مشتركة لطائرات قاذفة روسية وصينية قبالة سواحل ألاسكا في يوليو/تموز، بالإضافة إلى عبور سفن خفر السواحل التابعة لهما عبر مضيق بيرنج في أكتوبر/تشرين الأول.
لكن استخدام الطائرات بدون طيار، سواء كانت طائرات متعددة المروحيات أو ذات أجنحة ثابتة، يحمل مخاطر كبيرة. فالنماذج الكبيرة والمتطورة فقط هي القادرة على تحمل ظروف المناخ القاسي، مثل أنظمة مكافحة الجليد المستخدمة في الطائرات التقليدية. كما أن العوامل الجوية مثل البرد والضباب والمطر والثلوج قد تؤدي إلى حدوث أعطال أو حوادث.
مع زيادة إنفاق الدول على الجوانب العسكرية، أظهرت دراسة أجرتها رويترز شملت 14 شركة وست وزارات دفاع من شمال أوروبا وأمريكا أن هناك تسارعاً في جهود تطوير أو شراء طائرات بدون طيار قادرة على التعامل مع الظروف الجليدية، مما يعكس إلحاحًا متزايدًا بين دول الناتو للحصول عليها.
وأوضح جيمس باتون روجرز، وهو خبير في الطائرات بدون طيار من معهد أبحاث الفضاء الروسي، أن روسيا بدأت في عام 2014 ببناء أسطول من الطائرات بدون طيار في القطب الشمالي، مما يضعها في موقع الريادة في السباق للسيطرة على طريق بحر الشمال، الذي يعد ممرًا إستراتيجيًا بين أوروبا وآسيا على طول الساحل الشمالي لروسيا.