الكاتبة : إيمان سالم
داخل قاعة محكمة الأسرة، جلست «إيمان.م»، 28 عامًا، في صمتٍ ثقيل، تحمل ملفًا صغيرًا يضم تقارير من طبيب نفسي وشهادتي ميلاد لطفليها، أكبرهما لم يتجاوز الخامسة من عمره، ملامح وجهها كانت هادئة، لكنها تخفي وراءها سنوات من الإهانات النفسية المتكررة التي دفعتها أخيرًا لطلب الطلاق حسبما ذكرت في تفاصيل دعواها.
قالت إيمان في دعواها: «أنا خريجة كلية تربية، كنت بشتغل مدرسة لغة عربية، وسِبت شغلي بناءً على رغبة جوزي، هو موظف في شركة خاصة، اتعرفت عليه عن طريق واحدة صاحبتي، واتخطبنا بعد كام شهر، واتجوزنا خلال سنة، في الأول كان شكله محترم وهادي، بس بعد الجواز اكتشفت إنه بيشوفني شكل وبس، ونظرته لي سطحية جدًا، ولا عنده تقدير ولا دعم».
وتتابع: «أول تعليق قاله بعد كتب الكتاب: (خليكي دايمًا لابسة واسع علشان تخبي شوية من جسمك)، ضحكت ساعتها وافتكرته بيهزر، ماكنتش أعرف إنه بيقصدها بجد».
بعد إنجابها طفلها الأول، بدأت الإهانات تأخذ طابعًا أكثر قسوة تقول إيمان: «كان بيقولي: (وشك نفخ أوي، وتخنتي أكتر ما انتي تخينة)، ومع الوقت بدأ يقول الكلام ده قدام أهله وزمايله، وفي مرة كنت واقفة في زيارة عائلية، سمعته بيقول لقريبه: (مراتي ذوقي فيها مش أحسن حاجة، بس العيال غطوا على كل حاجة)».
وتضيف: «كنت كل ما أعبّر عن زعلي، كان بيرد بكل برود: (أنا بقول الحقيقة، ده شكلك ودي إمكانياتك)».
مع تكرار الإهانات، بدأت إيمان تعاني من نوبات هلع واكتئاب، ما اضطرها لزيارة طبيب نفسي، وصف لها علاجًا مضادًا للاكتئاب، ونصحها بالابتعاد عن أي ضغوط نفسية تزيد حالتها سوءًا.
لكن الزوج لم يكتفِ بعدم الدعم، بل سخر حتى من مرضها، وقال لها: «هو أنا السبب إنك تخينة ووشك مرهق؟ انتي مش بتبصي في المراية؟».