الكاتبة : آية عادل

شهدت منطقة السيدة زينب بالقاهرة  حادثًا مأساويًا بعد انهيار عقار قديم مكوّن من خمسة طوابق يعود بناؤه إلى عام 1951، ما أسفر عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، وسط استمرار جهود قوات الإنقاذ للبحث عن ناجين أو ضحايا تحت الأنقاض.

العقار المنهار لا يحمل فقط قيمة عمرانية في قلب القاهرة التاريخية، بل يحمل قيمة فنية وتاريخية أيضًا، حيث كان يسكنه في شبابه الفنان الكبير الراحل نور الشريف قبل زواجه من الفنانة بوسي. واعتبره كثير من أهالي المنطقة جزءًا من الذاكرة الفنية للحي، مما أضفى على الحادث بُعدًا وجدانيًا إلى جانب المأساة الإنسانية.

 الاستجابة الأمنية الفورية وتفاصيل الحادث

فور تلقي غرفة عمليات مديرية أمن القاهرة بلاغًا من سكان المنطقة يفيد بانهيار العقار الواقع في أحد شوارع السيدة زينب، انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ البري إلى موقع الحادث، وتم فرض كردون أمني حول العقار، بالإضافة إلى فصل التيار الكهربائي عن المنطقة لتأمين عمليات البحث والإنقاذ.

نجحت القوات حتى الآن في استخراج خمسة مصابين من تحت الأنقاض، بينهم حالة حرجة، بالإضافة إلى ثلاث جثث تم نقلها إلى المشرحة، بينما تواصل الفرق تمشيط الموقع تحسبًا لوجود مفقودين آخرين.

 العقار متهالك.. وتم إخلاء المباني المجاورة

أكدت المعاينة الأولية أن العقار المنهار كان يعاني من تهالك شديد، ولم يخضع لصيانة دورية منذ سنوات، الأمر الذي تسبب في انهياره المفاجئ. وعلى إثر الحادث، قررت الجهات المختصة إخلاء أحد العقارات المجاورة بعد ظهور تصدعات في بعض جدرانه، وذلك كإجراء احترازي لحماية السكان.

وقد باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بتشكيل لجنة هندسية عاجلة لفحص أسباب الانهيار ومدى مسؤولية الجهات المعنية عن متابعة حالة العقار.

 الأهالي: حذرنا من الكارثة مرارًا

قال سكان الحي إنهم وجّهوا عدة بلاغات سابقة للجهات المختصة بشأن تدهور حالة العقار، مشيرين إلى ظهور تشققات واضحة واهتزازات متكررة في المبنى خلال الفترة الماضية، دون أن تُتخذ إجراءات ملموسة.

وأضاف أحد السكان: "كنا نعرف أن العقار في خطر، لكنه لم يكن مجرد بيت قديم، ده بيت الفنان نور الشريف، والناس كلها كانت بتعدي من قدامه وتحكي عن ذكريات جيله".