الكاتبة : آية عادل
أصدرت محكمة الجنح الاقتصادية، أمس السبت، حكمًا يقضي بحبس الصحفي محمد الباز، رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، لمدة شهر مع وقف التنفيذ بكفالة 5 آلاف جنيه، إلى جانب إلزامه بدفع 10 آلاف جنيه تعويضًا مؤقتًا، في القضية التي رفعتها الكاتبة الصحفية نوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، بعد اتهامه بسب وقذف والدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
القضية التي يتولى الدفاع فيها مكتب المحامي مالك عدلي، جاءت على خلفية نشر الباز مقطعي فيديو على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، استخدم خلالهما ألفاظًا نابية ووصف الشاعر الكبير بـ"المرتزق" و"الممول"، ما اعتبرته الأسرة تشهيرًا وإساءة لرمز وطني وثقافي.
وأوضح المحامي مالك عدلي، أن الكاتبة نوارة نجم تقدمت ببلاغ رسمي إلى الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية (مباحث الإنترنت)، التي أحالت الأمر للنيابة العامة. وأضاف عدلي أن القضية تمس كرامة أسرة نجم وسمعته، خاصة أن التسجيلات المصورة التي تضمنت الإساءات حملت شعار صحيفة الدستور، ما يضع مسؤولية إضافية على المؤسسة الإعلامية.
ورغم حذف الباز للفيديو الأول، عاد لاحقًا ونشر فيديو آخر أعاد فيه الهجوم، ما دفع الأسرة لتقديم محضر تكميلي بالواقعة، ليُحال الملف بعد ذلك إلى النيابة ومنها إلى المحكمة الاقتصادية.
نقابة الصحفيين ترفض الحكم وتؤكد موقفها الدستوري
من جانبه، أعرب خالد البلشي، نقيب الصحفيين، عن انزعاجه الشديد من صدور حكم بالحبس ضد صحفي في قضية تتعلق بالنشر، مؤكدًا موقف النقابة الثابت الرافض لتوقيع عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، تنفيذًا للمادة (71) من الدستور والمادة (29) من قانون تنظيم الصحافة والإعلام.
وقال البلشي في بيان رسمي: "رفضنا للحبس في قضايا النشر ليس دفاعًا عن رأي بعينه أو امتيازًا للصحفيين، وإنما احترامًا للدستور وحماية للحق في التعبير، ونطالب بالإسراع في إقرار مشروع القانون الذي أعدته النقابة لحظر الحبس في مثل هذه القضايا."
وأكد البلشي تقديره للشاعر أحمد فؤاد نجم وتاريخه النضالي، مشددًا على ضرورة الفصل بين النقد المهني والإساءة الشخصية، داعيًا الصحفيين للالتزام بميثاق الشرف الصحفي والقواعد المهنية عند تناول الشخصيات العامة.
كما دعا نقيب الصحفيين مؤسسات المجتمع المدني إلى دعم مطلب النقابة في إنهاء الحبس بقضايا النشر، وتبني أدوات المحاسبة المهنية والقانونية دون المساس بحرية التعبير.
إرث نجم في مواجهة حملات التشويه
يُذكر أن الشاعر أحمد فؤاد نجم، الذي رحل في ديسمبر 2013، يُعد أحد أبرز رموز الشعر السياسي في مصر والعالم العربي، وارتبط اسمه بالنضال من أجل الفقراء والمهمشين، واشتهر بثنائيته مع الشيخ إمام التي أنتجت عشرات الأغاني السياسية والاجتماعية الخالدة. وشكّل نجم بصوته وأشعاره ضميرًا شعبيًا مقاومًا للسلطة، وواجه السجن والتضييق في عهود متعددة، لكنه ظل محافظًا على انحيازه للفقراء.
واستُدعي شعره بقوة خلال ثورة يناير 2011، إذ كانت قصائده تردد في الميادين، ومنها: "صباح الخير ع الورد اللي فتح في جناين مصر".