تواصل الأجهزة الأمنية في الإسكندرية تكثيف جهودها اليوم السبت لكشف ملابسات وتفاصيل جرائم المحامي المتهم بالقتل، الذي دفن ضحاياه أسفل أرضية شقته. تمكنت فرق مباحث قسم شرطة المنتزه أول من العثور على جثة ثالثة داخل إحدى الشقق بالمنطقة، والتي كان المتهم قد أخفاها بعد ارتكاب جرائم قتل سابقتين. وبذلك يرتفع عدد ضحايا المحامي، المعروف إعلاميًا بلقب سفاح المعمورة، إلى ثلاث ضحايا في منطقة المعمورة شرق المدينة.

الأجهزة الأمنية تحل لغز جريمة مروعة  
توجهت الأجهزة الأمنية مساء أمس الجمعة إلى شارع 7، المتفرع من شارع 45 ضمن نطاق دائرة قسم شرطة أول المنتزه، حيث تمكنت من استخراج جثة مقطعة إلى نصفين ومدفونة تحت طبقة من الخرسانة، بعد عمليات حفر استمرت نحو خمس ساعات. في البداية، رجح أن الجثة تعود إلى سيدة، إلا أن التحقيقات أظهرت أنها لرجل بعدما وُجدت بجانب الجثة متعلقات شخصية تكشف هويته.  

النيابة العامة أصدرت تعليماتها بنقل الجثمان إلى المشرحة وكلفت الطبيب الشرعي بإجراء التشريح اللازم لتحديد سبب الوفاة ووقت حدوثها.  

تحقيقات تكشف تفاصيل غياب الضحية  
توصلت تحريات إدارة البحث الجنائي إلى مفاجأة صادمة، حيث تبين أن الضحية كان قد أُبلغ عن تغيبه منذ ثلاث سنوات بمحضر رسمي في قسم شرطة الرمل ثان. الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا آخر من مالك العقار الكائن بشارع 7 المتفرع من شارع 45، الذي أوضح أن محاميًا متهمًا بالقضية وكان يدعى (ن. أ) استأجر سابقًا إحدى الشقق في الطابق الأرضي وتركها منذ فترة. المالك اكتشف الأمر عند دخوله للشقة بعد القبض على المحامي، حيث لاحظ إزالة البلاط في جزء من الأرضية، مما دفعه للتواصل مع الشرطة.  

عملية حفر شاقة قادت للحقيقة  
استجابت الأجهزة الأمنية فور تلقي البلاغ وتوجهت للموقع، حيث باشرت عمليات الحفر داخل الشقة بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. استغرق الحفر نحو خمس ساعات بسبب مقاومة الخرسانة الصلبة التي استخدمها المتهم لتغطية الجثة، قبل الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة المروعة.  

نجحت الأجهزة الأمنية في استخراج جثة مقسومة إلى نصفين، وضعت داخل كيسين أسودين. بعد التحقيق، تبين أن الجثة تعود لشخص كان مبلغًا عن تغيبه منذ ثلاث سنوات بقسم شرطة الرمل ثان.

تواصل الأجهزة البحث والتحريات المكثفة، بجانب مراجعة بلاغات الاختفاء في كافة أقسام الإسكندرية، بهدف كشف ملابسات الجرائم المرتكبة من قبل المتهم. وقد أشارت مصادر داخل التحقيقات إلى استمرار استجواب المتهم للوصول إلى تفاصيل جديدة حول جرائمه.

في سياق متصل، تتابع نيابة المنتزه ثان التحقيقات تحت إشراف المستشار خالد جلال، المحامي العام الأول لنيابات المنتزه. تشمل هذه التحقيقات قضية العثور على جثتي سيدتين مدفونتين في أرضية شقة المتهم بمنطقة المعمورة، بالإضافة إلى الجثة الثالثة التي تم استخراجها مؤخرًا.

كشفت التحريات أن المتهم، وهو محامٍ يبلغ من العمر 51 عامًا، كان يمتلك علاقات نسائية متعددة، وكان يتنقل باستمرار بين عدة شقق لإخفاء طبيعة تلك العلاقات. بناءً على ذلك، تقوم الأجهزة الأمنية الآن بحصر جميع الشقق التي تردد عليها وتفتيشها بحثًا عن أي دلائل تشير إلى جرائم أخرى محتملة.

أصدر المستشار أحمد الخولي، رئيس نيابة المنتزه ثان، توجيهاته بتسريع إعداد تقرير الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة وتاريخها. كما طالب بالإسراع في توفير تقرير الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الجرائم ورصد أي آثار تساعد في كشف الملابسات.

تم تكليف فرق المباحث بتحديد هوية الضحايا واستدعاء ذويهم إلى النيابة العامة لاستجوابهم. كما يجري التركيز على استكمال التحريات النهائية للتأكد من إمكانية تورط أشخاص آخرين مع المتهم في ارتكاب الجرائم أو مساعدته في نقل وإخفاء الجثث.

النيابة العامة تباشر التحقيق مع عدد من الأفراد الذين قد تكون لهم صلة بالمتهم للتحقق من مستوى تورطهم في القضية، سواء بالمشاركة المباشرة في عمليات القتل أو بالتواطؤ لتسهيل إخفاء الجثث.

في الوقت نفسه، قرر قاضي التجديد بمحكمة جنح المنتزه الجزئية تجديد حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات. ووجهت إليه النيابة العامة اتهامات بالقتل العمد بعد العثور على أول جثتين. ولا تزال القضية تتطور بعد اكتشاف الجثة الثالثة التي يعتقد أنها ضمن سلسلة جرائم ارتكبها المحامي المتهم.