حددت محكمة الاستئناف الأول من مارس المقبل موعدًا لبدء أولى جلسات محاكمة المتهم «م. أ. س» في قضية قتل طليقته عمدًا داخل إحدى المدارس التجريبية بمدينة الغردقة، وذلك أمام الدائرة الأولى بمحكمة جنايات البحر الأحمر.

أصدرت النيابة العامة في البحر الأحمر قرارًا من المحامي العام الأول بإحالة المتهم إلى المحاكمة بتهمة القتل العمد. وقعت الجريمة في مدرسة الأحياء الرسمية المتميزة لغات شمال الغردقة، حيث أقدم مدرس يعمل بإحدى الدول العربية على قتل طليقته باستخدام آلة حادة داخل المدرسة، وذلك على خلفية خلافات أسرية.

وخلال التحقيقات، استمعت النيابة إلى أقوال المتهم، الذي اعترف بارتكاب الجريمة، مبررًا ذلك بالخلافات الأسرية بينهما. وأشار إلى أنه كان قد طلب منها مرات عدة التوقف عن العمل في الغردقة، لكنها رفضت الاستجابة لتحذيراته. وأوضح أنه سافر من المنيا إلى الغردقة لتنفيذ جريمته، حيث قام بطعنها بسكين كان يخفيه.

وأضاف المشتبه به أنه فور معرفته بذهابها إلى المدرسة لتقديم ملف طفلتهما للالتحاق بمرحلة رياض الأطفال، ترصّد لها أمام المدرسة ونجح في التسلل إلى داخلها، حيث وجه لها طعنات قاتلة في الرقبة أودت بحياتها على الفور. ترك الجاني الضحية مضرّجة بدمائها، إلا أن عدداً من الأهالي وأولياء الأمور الموجودين في المدرسة سارعوا بالإمساك به قبل أن يتمكن من الهرب. سلّم الأهالي المشتبه به والأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة إلى قوات الأمن، وتم ترحيله إلى النيابة للتحقيق.

وقائع الحادث بدأت عندما تلقّى اللواء حسن عبدالعزيز، مدير أمن البحر الأحمر، بلاغاً من غرفة العمليات حول وقوع جريمة قتل داخل إحدى المدارس التجريبية للغات شمال مدينة الغردقة. تحركت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة ثان الغردقة إلى موقع الحادث، حيث تم الكشف عن قيام المتهم بطعن طليقته خلال زيارتها للمدرسة لتقديم أوراق طفلتها الملتحقة بالروضة. أشارت التحريات إلى دخول الجاني، وهو مدرس يعمل بإحدى الدول العربية، وراء الضحية إلى المدرسة ليباغتها بعدة طعنات غادرة فتوفيت على الفور. وبعد وقوع الجريمة، تجمّع أولياء الأمور الموجودون وقاموا بضبط المتهم وتسليمه للأمن. انتقلت النيابة لمعاينة موقع الجريمة وجثة الضحية.

وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وإبلاغ الجهات المختصة لبدء التحقيقات. نقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى الغردقة العام فور انتهاء المعاينة الميدانية. كما قررت النيابة حبس المتهم احتياطياً مع تمديد قرار الحبس لحين إحالة القضية لمحكمة الجنايات للنظر فيها.

جريمة قتل الغردقة تختلف عن جريمة كفر الشيخ من حيث دوافعها وظروفها، ففي حادث الغردقة كان الدافع شخصياً انتقامياً بسبب خلافات أسرية مع الضحية. أما جريمة كفر الشيخ فقد وقعت بدوافع وملابسات مختلفة قد تتصل بنزاعات مالية أو أخرى جنائية غير شخصية.

على مستوى الأمن العام، تثير الجرائم الأخيرة قلقاً متزايداً حول تصاعد حوادث العنف الأسري والمجتمعي، مما يتطلب تعزيز استراتيجيات الوقاية وتكثيف التوعية المجتمعية لمعالجة جذور هذه الظاهرة الخطرة.

أما التحليلات النفسية لجريمة قتل الطفلة، فتركز على فهم الدوافع النفسية الخفية التي قد تدفع البعض لاستهداف الفئات الأضعف، مثل الأطفال. تشمل هذه التحليلات دراسة خلفيات المتهمين، تأثير الأمراض النفسية أو الظروف الاجتماعية التي قد تولّد ميولاً عدوانية بهذا الشكل.

وفيما يخص استشهاد الشيخ عماد عفت، تختلف ظروف الحادث بشكل كبير عن جرائم القتل المذكورة. فقد استشهد الشيخ عماد في سياق أحداث سياسية شهدتها مصر خلال فترة مضطربة، ما يعطي طابعاً مختلفاً تماماً للحادث من حيث الخلفية والدوافع مقارنة بالجرائم الأسرية والاجتماعية التي وقعت مؤخراً.